بسم الله الرحمـــن الرحيــــم
السّــلآم علَــيْكُــم ورَحْــمَــةُ اللّــه
لطالما كان العدل والمساواة حلما يروادنا من فترة لاخرى ،لكننا نقوم ونفرك
اعيننا ونقول لعله خير، العدل كلمة شاملة لكل ماهو في صالح كل منا ، فالعدل
يعني الحرية ، الحصول على كل الحقوق ، العيش بكرامة ، كل شيء يمكن ان يخطر
على بالك وماهو صالح وفي صفك انت ايها المواطن ، لكنه يبقى حلما بعيد
المنال ، فقط حلم ، لن يتحول الى حقيقة ابدا ، هكذا ظننا ، او هكذا علمونا ،
علمونا ان نقنع بما لدينا ونكتفي ، علمونا ان من يطلب اكثر مما لديه فهو
طماع ، والطماع نهايته سيئة دائما ، لذلك دائما ما نعمد الى الابتعاد عن
هذه الصفة السيئة ونكتفي بما لدينا دون التفكير حتى بتحسينه او تطويره ،
ولذلك كانت صورة العدل في عقولنا كالقصص الخيالية ، وان هذا الشيء الذي
يدعى بالعدل لا يتحقق سوى في الخرافات والقصص الاسطورية ، لذلك كلما احسسنا
باننا في حاجة الى نوع من العدل نغمض اعيننا ونحلم ، هكذا بكل بساطة نعيش
العدل مع انفسنا ، نحلم اننا نعيش في رغد وراحة ونعيم ، نحس باننا متساوين
مع بعضنا بعضا كل منا يحس بانه اقوى واهم واحسن شخص على وجه هذي البسيطة ،
ثم عندما نكتفي نرجع الى الواقع "المرير " العادي .
لطالما كان العدل اسطورة تفوق كل الاساطير غرابة واشدها خيالا، لكن الى هنا
كانت الامور عادية ، الى حين قريب كان العدل والحرية والمساواة مصطلحات
وشعارات نتغنى بها دون ان نعي مفهومها الحقيقي ، مؤخرا فقط بدانا نستوعب
انها اشياء ملموسة لكنها كانت خفية ، لايعرف معناها ولا يعيشها الا قلة
قليلة عندهم ايمان قوي وخفي بانهم في يوم من الايام سيحرصون على جعل الكل
يذوق هذه الخيالات وسيحولونها الى حقيقة ملموسة ، الان فقط نستطيع ان نعيش
الحرية ونستنشقها ، الان فقط نستطيع ان نطمع في تحسين احوالنا ، الان فقط
نستطيع ان نقول ان العدل موجود لكنه كان مخفيا عن عمد ، قاموا باخفائه لهدف
ما مجهول عندنا الان ، لكن قريبا سنعرف لم ؟؟؟
هانحن اخيرا قد تحولنا من شعوب خانعة مستسلمة ومكتفية الى شعوب تطالب بحقها
وتفكر في مستقبلها كامم تريد التطور والتقدم وتريد ان تكون في احسن
حالاتها الاقتصادية والاجتماعية ، عندما كنت صغيرة كان الحديث عن الحرية
بكل اشكالها يتم تداوله بشكل خفي واصوات خافتة غير مسموعة ، وكان كل من
يرفع صوته بكلمة انا اريد العدل والمساواة يصبح شخصا مغضوبا عليه ، لقد
ولَّـــى ذلك الزمن وجاء الوقت الذي استطيع ان اصرخ فيه باعلى صوتي ، انا
اريد حقوقي ، اريد العدل والمساواة ، اريد توزيع مدخولات ثروات البلاد
بالعدل ، ليس لاني لم اكن استطيع قولها قبلا ، لكني حتى لو قلتها فلن يفهم
قصدي احد ، اما الان فقد تغير كل شيء ، اصبح كل شيء واضحا تمام الوضوح
واصبح الصغير قبل الكبير يعي ما معنى العدل والحرية ، واخيرا صار مطلبنا
مطلبا واقعيا ولم يعد ضربا من ضروب الخيال العلمي ...
هكذا انتقل العالم العربي من عالم هادي ونايم في سابع نومة ويشخر . لشعب
متيقظ ومنتبه لا يشغله عن المطالبة بحقه شاغل ، فاصبح شغله الشاغل الان ليس
العيش فقط ، بل اصبح مطلبه العيش بحرية وكرامة وعدل ومساواة ، هكذا بدات
وهكذا ستستمر ان شاء الله ، فنحن لسنا اقل من غيرنا بل نحن اجدر من باقي
الشعوب لاننا نستحق العيش بكرامة ونستحق الحرية والعدل .
